Al-Qayyim Al-Akhlâqiyyah Fî Aṭ-Ṭuruq Al-’Âmmah Fî Ḍaw’i Al-Qur’ân Dirâsah Naqdiyyah Wa Mîdâniyyah ’An Ẓâhirah Tadahwar Al-Akhlâq

الحمد لله رب العالمين الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على نبينا الكريم وعلى آله وأمته إلى يوم الدين.

إن المنهج الاسلامي منهج ذو طابع خاص وهو منهج العالمية، فإنه جاء لمصلحة البشر أجمعين دون تفريق بين المسلم وغيره، لأن المصلحة العامة يقررها الاسلام فوق أي شيء وهي مقصد سامي من مقاصد هذا الدين الحنيف.

ومن سمات المنهج الإسلامي هو العدل. فالعدل واجب في شتى المجالات لاسيما في الطرق العامة التي يجتاحها الناس مسلمين كانوا أم لا في يومياتهم ذهاباً وإياباً، وأيضاً من وإلى. لأن الجميع له حاجته في هذا الطريق. لذلك فإن العدل لجميع مستخدمي الطرق العامة. وبالتالي  مُنع الظلم والعدوان والإيذاء  والإعتداء على الغير من مستخدمي الطرق العامة.

لذلك، عرضت في هذا الكتاب المشاكل المتواجدة بإستمرار  في الطرق العامة والتي تعبر عن خلل في   المجتمع  وقصور في بعض القيم الأخلاقية التي بدأت تتلاشى من سلوكيات الإنسان المسلم. ومن خلال هذا الكتاب وجدت أن القيم الأخلاقية لاتأتي بمجرد أداء العبادات فقط. لذلك، قمت بعرض المشاكل التي طرحتها من الزاوية الدينية والاجتماعية والنفسية في سبيل الحصول على إجابة لهذه الظاهرة. وقمت أيضا بعرض نظرة شاملة عن الأخلاق في المنهج الإسلامي من جانب ديني ونفسي واجتماعي ، والتفاسير  المباشرة عن هذه الظاهرة وغير المباشرة. كما طرحت طريقة إسلامية لتنمية الثقافة والوعي الاجتماعي محاولة علاج ظاهرة التدهور الأخلاقي.